ضحيةالقبر الأحمر !
حرف أخير وانهي بحثي . أطفأت الحاسوب . صوت حجارة تضرب نافذتي ، متى يترك طارق هذه العادة؟
مرحباً زياد . أهلاً طارق ، تعال سأفتح لكَ الباب . أأنت وحدك زياد ؟
زياد : نعم والداي سافرا وسيأتيان مع بداية الأسبوع .
طارق : إذاً،هل يمكنني قضاء هذه الأيام معك ، أود الهرب من عذاب شقيقاتي الصغيرات ، أرجوك .
زياد : لا داعي لترجوني ، أعرفهن ،فقط أعلم ذويك .
طارق : ( والدي العزيز ، زياد لوحده لعدة أيام فهل يمكنني البقاء )؟ شكراً جزيلاً يأبي .
طارق : زياد تعال لنشاهد التلفاز ؟
زياد : وماذا عن كتبك ؟ فغداً محاضرة في التاسعة صباحاً و تسليم البحث .
طارق : البحث ! لم أنهه بعد باقي فقط 20 صفحة ويكون مكتمل . هيا بنا لبيتك ، وقفت انظر للمدرسة المقابلة لمنزلنا .
زياد : طارق انظر للمدرسة!
طارق : ماذا بها؟
زياد : أنها مظلمة ؟! اسألني والمعنى يازياد ؟
زياد : لاشيء ياطارق.
طارق : الكل نائم والظلام سائد .( المهم كتبي وبحثي بعض الملابس )مسكين زياد ينتظرني في الخارج .
طارق : ما بك أَجفلت زياد؟
زياد : لقد أخذتني على حين غرة يا طارق . الساعة العاشرة والنصف لنسرع فعليك إكمال واجبك أتعمل لي معروف انسخ لي بعض من بحثك .
زياد : كلا اتعب لتعرف طعم النجاح .
طارق : ها هو تفضل ، بحثي جاهز 26 صفحة بتمام.
زياد : جيد يا طارق استخدم الطابعة السوداء فالبيضاء لا حبر فيها .
طارق : أرني عملك ، يالله ، بحثك رائع مع صور ، أحسدك !زياد . أترك النافذة و سرحانك و أكمل لي حديثك عن المدرسة .
زياد : تعال و انظر ، الأنوار مضاءة ! لكن قبل الساعة ونصف الساعة كانت مطفأة ! سكت بحيرة .
طارق : زياد مارأيك نستطلع الأمر ؟
زياد : لا ، من الأفضل الخلود لنوم . كتمت عنه الصراخ الذي سمعته في المدرسة . استغربت بأنه لم يوقظ المنطقة و كأنها تحت سحر، و فضولي الجائع لم يكن أقوى من حرصي . أما طارق فهو عكسي .
طارق : لا استطيع فيما هناك سراً يبقيني ساهراً ، سأرى إذا المصابيح مازلت مشعلة ، إنها مفتوحة لا أطيق الصبر ، سأذهب .
زياد : أنه مجنون سأرافقه . الشارع ساكن فالمنطقة تحت سيطرة سلطان النوم .
طارق : سأصعد على صندوق الكهرباء ، راقب أنت المكان .
طارق : لا احد بسرعة تسلقت . قفزنا فلم يكن الجدار عالياً .
زياد : طارق! لن يستمع لي سرنا قلت : لنكن على حذر فربما الحارس يجوب المكان . الملعب الذي لعبنا فيه كرة القدم .في منتصفه قبر ؟!
طارق : زياد أتعرف سبب إخلائها ؟ نعم ، لقد سمعت عرضاً من والد المفقود ( حامد ) وهو مالك هذه المدرسة الأعدادية الخاصة . أراد هدمها لبناء عمارة سكنية . وجدوا ابن أخيه مشنوق في مروحة تدور يقولون أن الجثة اختفت ؟ و العامل الذي كلف بهدمها تعطل المحرك فنزل ليتفحصه وحين وقف تحت الكرة الضخمة هوت عليه فمات على الفور .ولم يجدوا الجثة . فتراجع أبوحامد عن ردمها في حزن بما أصاب ابن شقيقه و العامل . قرر أن يبيعها وكانت المصيبة فقد وجد ابنه مذبح ورأسه ملقى بجانب جسده في غرفة الرياضة ورسالة فحوها ( أترك المدرسة وأخليها تماماً و إياك وإبلاغ الشرطة عن الرسالة ) . وايضاً لم يجدوا الجسد والرأس ! خاف أبو حامد على ابنه الآخر وسلم بالأمر .
طارق : أمتأكد أنت من القصة ؟! قلت لك أني سمعتها بنفسي . المدرسة مكان مقبرة لكنهم نقلوا الأموات لمكان آخر ، فلما هذا القبر هنا ؟
طارق : لنقترب منه أنه يثير الشكوك ، ربما هو تمويه فقط.
زياد : يا إلهي قبر أحمرفاقع تحيطه بركة دماء صغيرة تغلي ، تشكل دخان أحمروجمجمة حمراء تخرج . ( ويطغي اللون الأحمر )؟! صرخت بذهول انظر طارق يد على كتفك ! ليتنا لم نرى ذلك الشخص فمه يقطر دم وعيناه سوداء . أشرت بعيني له ، فاليد الضخمة لم تمسكنا بإحكام انسللنا منها بسهولة .
كانت وحوش تنتظر ابتسموا بشر، تركونا نهرب والدماء النازفة فتحت شهيتهم ، أخرجوا من ذلك القبر؟. لماذا تركوه ؟
طارق : فلنخرج من الباب الرئيسي للمدرسة ، إذ يمكننا النجاة . وصلنا للدرج و إذ أحدهم له فك يشبه فك النمل كبير مرعب تلقانا بهرواة .
زياد : طارق لنذهب للدرج الآخر .
طارق : ولكنه بعيد يا زياد ! .
زياد : طارق إلا تريد الحياة ؟رد علي : نعم أريد .
ركضنا و أنفاسنا تكاد تتوقف من التعب والرعب ،دماء على الجدران توقد الهلع . وحش آخر يحمل سيفين و أسنانه كأسنان تمساح تفوح منه رائحة كريهة أشعرتنا بالغثيان .فرجعنا للخلف وهربنا مرة ثانية ،
دخلنا صفاً الغبار يغطي الطاولات والمقاعد ، استخدمنها لضرب الوحش . قطعها إلى أربع أجزاء بسيفيه القاطعين خلف الطاولات بقايا بشر. تحركنا بشكل دائري حتى أصبح الباب خلفنا . أسرعنا بالخروج .
زياد : لا أحد يلحق بنا .
نقط تنزل من السقف سقطت على ذراعي العارية فأحرقتها . كانت من عنكبوت ضخم له رأس إنسان .
طارق : ( أنهم يستمتعون بالعبة الهر والفار ، ولن تدوم طويلاً يا زياد ) . بقى الدرج الأخير بيد أن العنكبوت طاردنا ، ركضنا نحو ما اعتقدناه طريق الحياة . أُطفأت الأنوار ، زياد .. زياد ، لا تتركني . أمسكت يده مطمئناً إياه . آه سقطنا أرضاً ، رجع النور والعنكبوت يقف فوقنا ورجليه متمكنة من جسمينا الدماء تسيل ، جاءت الوحوش الآخرى ذو الفك يقطعني إما طارق حمله العنكبوت بفمه ، مقاومتنا بائسة . أدخلونا غرفة كرة السلة . الهلع عقد لساني ، شبكة عنكبوت هائلة الحجم ، رمى طارق فيها .
طارق : أنا لن أموت هنا سأخرج ركل بقدمه .
زياد :طارق ! لا تفعل أنكَ .. خرست فهو يلفه بخيوطه كشرنقة ، قاومت الفك لأنقذه فعضني غارساً فكه في نحري . بدأ كل شيء يموج ، وما رأيته بوضوح أن طارق ألقيى بقربي وهو كثمرة أفرغ منها محتواها وتلك اليد الضخمة تقصفه . اختلطت دموعي بدمي ، أصابع يدي تتكسر صرخت بوهن .مدرستي التي غذتنا العلوم والمعرفة ترتوي بدماء طلابها كضريبة . دخان أحمر كثيف
وبريق نصل السيف النازل على ذراعي ، تذكرت وجه العنكبوت هو حامد رأيت صورته مع نعيه في الجريدة شعرت حتى آخر أنفاسي بألم يفتك بي.وسمعت صوت آتياً من الدخان الأحمر.
يقول : لو لم تأتِ لكنت جئت بك .
زياد : من أنت َ ؟ ولماذا تكرهني ؟
وسؤال وسؤال في ذهني القبرالأحمر لمن؟ هل هي لعنته ؟! لم أسمع فالموت أسرع .
( انتبه .... وانظر ورائك ، فأنك تراني ولا تراني )